البادية 24 | تقارير ومتابعات
قال مراسل للتلفزيون الرسمي الإيراني المقيم في العراق يوم الأحد إن صواريخَ أطلقت على “أربيل” عاصمة “إقليم كردستان” في شمال العراق استهدفت “قواعد إسرائيلية سرية”.
وقال بيان على الموقع الرسمي للحرس الثوري على “الإنترنت” إن «مركزاً استراتيجياً للتآمر والمخططات الصهيونية استهدف بصواريخ قوية دقيقة أطلقها الحرس الثوري الإسلامي».
يأتي هجوم الأحد على أربيل بعد نحو أسبوع من مقتل ضابطين من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، عبر ضربة نسبت إلى “إسرائيل” الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد حذر يوم الثلاثاء من أن إسرائيل، العدو اللدود لإيران، ” ستدفع ثمن هذه الجريمة.”
تم إطلاق ما يصل إلى 12 صاروخاً يوم الأحد باتجاه القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل بشمال العراق، وفقاً لمسؤولين أمنيين عراقيين. وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن صواريخ أطلقت على المدينة من إيران المجاورة.
وقدم مسؤولون في العراق والولايات المتحدة روايات مختلفة عن الأضرار. وقال مسؤول أمريكي ثانٍ إنه لم تقع أضرار أو إصابات في أي منشأة حكومية أمريكية، لكن مسؤولين عراقيين قالوا إن عدة صواريخ أصابت القنصلية الأمريكية –مبنى القنصلية جديد وغير مأهول حالياً.
وقال المسؤول الدفاعي الأمريكي، الذي تحدث لوسائل إعلام متعددة، شريطة عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات لا تزال ترد، إنه لا يزال من غير المؤكد بالضبط عدد الصواريخ التي تم إطلاقها وأين هبطت بالضبط.
وقال مسؤولو الأمن العراقيون إنه لم ترد أنباء فورية عن سقوط ضحايا من الهجوم الذي وقع بعد منتصف الليل بقليل وتسبب في أضرار مادية في المنطقة.
وقال أحد المسؤولين العراقيين إن الصواريخ الباليستية أطلقت من إيران دون الخوض في التفاصيل. ولم يتمكن المسؤولون الأمريكيون من تأكيد نوع الصاروخ.
وقال المسؤول الأمريكي الثاني إن الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان تحقق في الحادث. وأدانت الولايات المتحدة ما وصفته بأنه “هجوم شائن على السيادة العراقية واستعراض للعنف” ، حسبما قال المسؤول في بيان.
وجاء الهجوم بعد عدة أيام من هجوم إسرائيلي بالقرب من دمشق، أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني، وهما “العقيد إحسان كربلائي بور والعقيد مرتضى سعيد نجاد”.. وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الهجوم الأربعاء وتعهدت بالانتقام.
ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية الأحد عن وسائل إعلام عراقية اعترافها بالهجمات في أربيل دون أن تذكر مصدرها.
بثت قناة “كردستان24” الفضائية، التي تقع بالقرب من القنصلية الأمريكية، على الهواء من الأستوديو الخاص فيها، بعد وقت قصير من الهجوم، وأظهرت زجاجاً وحطاماً على أرضية الأستوديو الخاصة بالقناة.
وقال بيان أمني إن أربيل تم استهدافها “بعدد من الصواريخ” في وقت مبكر من صباح الأحد، مضيفاً أن قوات الأمن تحقق في الحادث وستعلن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات في “فيينا” بشأن “الاتفاق النووي“ الذي أبرمته طهران إلى “توقف” مؤقت، بسبب المطالب الروسية بشأن العقوبات التي تستهدف “موسكو” بسبب حربها على أوكرانيا.
وحذر القائد الأمريكي الأعلى للشرق الأوسط مراراً من التهديدات المتزايدة بشن هجمات من إيران والميليشيات المدعومة من “طهران” على القوات والحلفاء في العراق وسوريا.
في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” في كانون الأول، قال الجنرال البحري “فرانك ماكنزي” إنه بينما تحولت القوات الأمريكية في العراق إلى دور غير قتالي، لا تزال إيران ووكلاؤها يريدون مغادرة جميع القوات الأمريكية للبلاد. ونتيجة لذلك، قال إن ذلك قد يؤدي إلى المزيد من الهجمات.
قررت إدارة “بايدن” في تموز الماضي إنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول. وانتقلت القوات الأمريكية تدريجياً إلى دور استشاري العام الماضي. وستستمر القوات في تقديم الدعم الجوي والمساعدات العسكرية الأخرى لقتال العراق ضد “داعش”.
لطالما كان الوجود الأمريكي في العراق نقطة اشتعال لطهران، لكن التوترات تصاعدت بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في كانون الثاني 2020 قائد “فيلق القدس- قاسم سليماني“. رداً على ذلك، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على “قاعدة الأسد الجوية“، حيث تمركزت القوات الأمريكية.
أصيب أكثر من 100 فرد نتيجة الانفجارات، وكانت إصاباتهم خطيرة جداً.
في الآونة الأخيرة، يعتقد أن الوكلاء الإيرانيين مسؤولون عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” في أواخر العام الماضي.
وقال مسؤولون إنهم يعتقدون أن إيران كانت وراء هجوم تشرين الأول، بطائرة بدون طيار على الموقع العسكري في جنوب سوريا حيث تتمركز القوات الأمريكية. ولم يقتل أو يصاب أي فرد أمريكي في الهجوم.
وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تغريدة على تويتر: “إن العدوان الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة ونشر الخوف بين سكانها هو اعتداء على أمن أهلنا.”
وأدان “مسرور بارزاني” ، رئيس وزراء المنطقة شبه المستقلة التي يسيطر عليها الأكراد، الهجوم. وقال في منشور على “فيسبوك” إن أربيل ” لن ترضخ للجبناء الذين نفذوا الهجوم الإرهابي.”