البادية 24 | أخبار ومتابعات 

رفض المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الحاجة إلى تغيير النظام في سوريا وقال إن البلاد مستقرة في عهد بشار الأسد، ويبدو أنه يؤكد تواطؤ الكثيرين من الأمم المتحدة الذين يؤيدون التعاون مع الأسد.

وأدلى غير بيدرسن بهذه التصريحات في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” أمس خلال زيارته لإيران، ناقش فيه الاثنان الوضع الجاري في سوريا والطريق نحو حل سياسي.

وبحسب صحيفة طهران تايمز، قال مبعوث الأمم المتحدة لعبد اللهيان إن سوريا مستقرة حالياً وأنه لا يوجد طرف يناقش أو يفكر في تغيير النظام في البلاد. كما أصر على ضرورة الحفاظ على السيادة الوطنية لسوريا واستقرارها السياسي وسلامة أراضيها.

واستشهد بيدرسن بالانتخابات الرئاسية في أيار من العام الماضي – والتي يُزعم أن الأسد فاز فيها بنسبة مذهلة بلغت 95 في المائة من الأصوات – كمثال رئيسي على أن سوريا تشهد فترة سلام بعد عقد من الصراع.

على الرغم من أن الأمم المتحدة لم تدعم الأسد بشكل مباشر أو تدعو ضد تغيير النظام، فمن المرجح أن تؤدي تعليقات المبعوث إلى غضب ورد فعل عنيف من المعارضين السوريين ونشطاء حقوق الإنسان الذين أعربوا منذ فترة طويلة عن استيائهم من أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يجريان محادثات مع نظام الأسد ويعاملها على أنها السلطة السيادية في سوريا.

ومع ذلك، طوال عملية السلام الجارية، أكدت الأمم المتحدة أنه يجب التحدث إلى النظام والتفاوض معه باعتباره لاعباً رئيسياً في البلاد إذا أُريد التوصل إلى حل سياسي.

تمثل تعليقات بيدرسن أيضاً تحولاً كبيراً في السرد حول الشرعية العامة لنظام الأسد، حيث أعاد الكثيرون في الشرق الأوسط العلاقات مع الأسد بعد عقد من الزمان.

إنه يمثل تناقضاً كبيراً مع التنبؤات بأن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ستحاول الإطاحة بالأسد وتنفيذ سياسة تغيير النظام في سوريا، وهي وجهة نظر انتشرت على نطاق واسع بعد حملة نظام الأسد الوحشية على المتظاهرين السلميين في بداية الثورة السورية 2011.

كما أن القول بأن سوريا آمنة محل نزاع، مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بانتظام قوات أمن النظام وأجهزة المخابرات على الرغم من أن القتال قد تلاشى في الغالب واستعاد الأسد غالبية الأراضي بدعم إيراني وروسي.

يأتي ذلك وسط مخاوف متزايدة بشأن علاقة الأمم المتحدة بالأسد وموقفها من عودة اللاجئين، لا سيما في أيلول عندما اتُهمت الأمم المتحدة بمحاولة إعادة اللاجئين السوريين قسراً في مخيم الركبان الأردني إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام، وهو ما نفته، بحسب تصريحات مسؤولين في الأمم المتحدة.


 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *