البادية 24 : أخبار ومتابعات
رست سفينة سورية خاضعة لعقوبات أمريكية في ميناء طرابلس بشمال لبنان تحمل شعيراً وقمحاً يزعم مسؤولو السفارة الأوكرانية في بيروت أن روسيا نهبتهما من متاجر أوكرانية.
رست “Laodicea” في طرابلس على البحر الأبيض المتوسط يوم الأربعاء، وفقاً لموقع بيانات الشحن “مارينترافيك“.
وقالت السفارة في بيان: “لقد سافرت السفينة من ميناء القرم المغلق أمام الشحن الدولي، وتحمل 5000 طن من الشعير و 5000 طن من الدقيق الذي نشك في أنه تم أخذه من المتاجر الأوكرانية.”
وقال ناصر ياسين، وزير البيئة المؤقت في لبنان: “يحترم لبنان القوانين الدولية. ولم يتم تفريغ السفينة التي قيل إنها سرقت من أوكرانيا ورست في طرابلس.”
وأضاف أن الأمر يجري بحثه من قبل وزراء الاقتصاد والأشغال العامة اللبنانيين.
أبلغ السفير الأوكراني لدى لبنان “إيغور أوستاتش” الرئيس اللبناني “ميشال عون” بالوضع خلال اجتماع، محذراً من أن “واردات الحبوب الأوكرانية التي سرقتها روسيا قد تضر بالعلاقات الثنائية.”
ومع ذلك، قالت السفارة الروسية في لبنان إن “السفينة السورية التي تحمل الشحنة هي من شركة خاصة في لبنان” ونفت أي “معرفة أو علاقة بها”.”
وأضاف: “اتهامات السفير الأوكراني ضد روسيا بشأن الدقيق المسروق من المستودعات الأوكرانية لا أساس لها من الصحة.”
ويخشى بعض المراقبين اللبنانيين من أن تستغل بعض الأطراف الفوضى الاقتصادية والسياسية في لبنان لتهريب البضائع إلى سوريا والتحايل على العقوبات الأمريكية على البلد الذي دمرته الحرب، خاصة بعد مزاعم بأن السفينة تابعة للمديرية العامة للموانئ السورية.
يواجه لبنان حالياً نقصا حاداً في الخبز بسبب ندرة الدقيق ونقص الأموال لاستيراد القمح المدعوم. اعتادت البلاد على استيراد 60 في المائة من احتياجاتها من أوكرانيا.
وقال مصدر في وزارة الاقتصاد اللبنانية لوسائل إعلام خارجية: “استيراد القمح أو الدقيق من الخارج لا يتطلب موافقة الوزارة إلا إذا كان مدعوماً من البنك المركزي.”
“بخلاف ذلك، للشركات الخاصة والمطاحن الحق في استيراد القمح أو الدقيق بحرية، شريطة أن تتحقق الجمارك اللبنانية من شرعية الاستيراد.”
ادعت السفارة الأوكرانية في لبنان أنه “منذ غزو أوكرانيا في شباط الماضي، عملت روسيا على إرسال حوالي 100000 طن من القمح المسروق إلى سوريا .”
في أيار، ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن “السفن التي تحمل القمح الأوكراني المسروق وترفع العلم الروسي كانت متجهة إلى سوريا.”
وقال ضابط من شركة “Loyal Agro” لتجارة الحبوب ومقرها تركيا لرويترز “روسيا هي مصدر الدقيق الذي تحمله السفينة الراسية في طرابلس. لم يسرق الدقيق من أوكرانيا وسعت الشركة إلى استيراد 5000 طن من الدقيق إلى لبنان لبيعه لمشترين من القطاع الخاص وليس الحكومة اللبنانية.
“لم يتم تفريغ الشحنة ولم تمنح الجمارك اللبنانية بعد رخصة استيراد، حيث كانت تحقق في تأكيدات أوكرانيا بأن روسيا سرقت الدقيق من أراضيها بعد الغزو.
وأضاف المسؤول أن” الشركة زودت الجمارك اللبنانية بوثائق توضح أن مصدر الشحنة شرعي”.
وقال وزير الخارجية اللبناني “عبد الله بو حبيب” إن السلطات اللبنانية لم تتمكن حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة من ” تحديد مصدر شحنة الدقيق والشعير التي تحملها السفينة.”
وأشار إلى أن لبنان “تلقى عدداً من الشكاوى والتحذيرات من عدد من الدول الغربية” بعد رسو السفينة.
ويأتي الخلاف البحري قبل أسبوع من احتفال لبنان بالذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب. كانت سفينة تدعى “MV Rhosus” قد نقلت “نترات الأمونيوم” إلى الميناء قبل سبع سنوات من انفجارها، مما أسفر عن مقتل 232 شخصاً وإصابة الآلاف. تم تخزين المواد الكيميائية في أحد حظائر الميناء.
في الأيام الأخيرة، شوهد الغبار يتصاعد من صوامع الحبوب المتضررة من الانفجار في الميناء مما أجبر السلطات اللبنانية على اتخاذ تدابير احترازية ووضع قوات الأمن في حالة تأهب في حالة انهيار المباني. تم توزيع حوالي 200000 قناع على سكان المنطقة.