البادية 24 | تقارير
حوّل شركاء وأقارب الديكتاتور بشار الأسد البلاد إلى «دولة مخدرات جديدة على البحر الأبيض المتوسط»، بحسب تقرير يوم الأحد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن صناعة المخدرات غير المشروعة التي «بنوها على أنقاض 10 سنوات من الحرب» أصبحت عملية بمليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.
وبحسب التقرير، فإن منتجها الرئيسي هو الكابتاغون، وهو عقار غير قانوني يسبب الإدمان شائع في المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى.
وأضافت أن «عملياتها تمتد عبر سوريا، بما في ذلك ورش تصنيع الحبوب، ومعامل التعبئة حيث يتم إخفاؤها للتصدير، وشبكات التهريب لنقلها إلى الأسواق في الخارج».
وقالت الصحيفة إن تحقيقها يستند إلى «معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول وعشرات المقابلات مع خبراء مخدرات دوليين وإقليميين وسوريين على دراية بتجارة المخدرات ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين».
زعمت التايمز أنه وفقاً لتحقيقاتها، فإن الكثير من الإنتاج والتوزيع تشرف عليه الفرقة المدرعة الرابعة للجيش السوري، وهي وحدة من النخبة التي يقودها ماهر الأسد، وهو أيضاً الأخ الأصغر للأسد.
وأضافت أن «اللاعبين الرئيسيين يشملون أيضاً رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بنظام الأسد وجماعة حزب الله اللبناني وأعضاء آخرين من عائلة الأسد الكبيرة التي يضمن اسمها حماية الأنشطة غير القانونية».
«ظهرت تجارة المخدرات في أنقاض عقد من الحرب التي حطمت الاقتصاد السوري، وحولت معظم شعبها إلى مواطنين فقراء ومسحوقين، وتركت أعضاء النخبة العسكرية والسياسية والتجارية في سوريا يبحثون عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والتحايل على العقوبات الاقتصادية الأمريكية».
وبحسب التقرير، فإن «السرعة غير المشروعة هي الآن الصادرات الأكثر قيمة للبلاد، وتتجاوز بكثير منتجاتها القانونية».
وبحسب التقرير، فإن مئات الملايين من الحبوب التي صادرها مسؤولون في اليونان وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وأماكن أخرى في السنوات الأخيرة نشأت في الغالب من ميناء واحد تسيطر عليه الحكومة في سوريا.
في إشارة إلى أن المسؤولين في إيطاليا عثروا على 84 مليون حبة مخبأة في لفائف من الورق والتروس المعدنية العام الماضي بينما اكتشف الماليزيون 94 مليون حبة مغلقة داخل عجلات المطاط في آذار، حيث ذكرت الصحيفة اليومية نقلاً عن خبراء مخدرات أن هذه المضبوطات قد لا تمثل سوى جزء بسيط من الأدوية المشحونة.
وأشارت إلى أنه «تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون في جميع أنحاء العالم حتى الآن هذا العام، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي تم مصادرتها قبل أربع سنوات فقط».
مواد شبيهة:
قانون أمريكي يطالب بالكشف عن ثروة رأس النظام “بشار الأسد”
ونقلاً عن خبراء أمنيين إقليميين، أشارت الصحيفة أيضًا إلى أن العقبة الرئيسية في مكافحة تجارة المخدرات هي أنها تحظى بدعم «دولة ليس لديها سبب وجيه للمساعدة في إغلاقها».
ونقلت الصحيفة عن جويل رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، قوله إن «فكرة الذهاب إلى الحكومة السورية للسؤال عن التعاون مجرد فكرة سخيفة».
وأضاف “أن الحكومة السورية هي التي تصدر المخدرات حرفياً. ليس الأمر كما لو أنهم ينظرون في الاتجاه الآخر بينما تقوم عصابات المخدرات بعملها. إنهم عصابة المخدرات “.
وفي تحقيق صحفي نشرته شبكة فرات بوست الإخبارية يوم أمس الاثنين بعنوان:“من سوريا إلى غامبيا.. إمبراطورية المخدرات الإيرانية تعبر الحدود العالمية” ذكرت “تفاصيل حصرية حول آلية دخول هذه الممنوعات برعاية الميليشيات الإيرانية وأهم الميليشيات التي نشطت مؤخراً في تجارة المخدرات، وشخصياتٍ ضالعةٍ في هذه العمليات، إضافةً لأهم النقاط الحدودية والمعابر غير الرسمية المستخدمة لإدخالها إلى سوريا ثم تصديرها إلى عدة دولة حول العالم“.
دمرت الحرب سوريا منذ أوائل عام 2011، عندما قام نظام الأسد بقمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية والمنتفضين ضده بطرق وحشية ودموية، مع حلفائه الإيرانيين والروس، إضافةً إلى الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية والأفغانية.