“واشنطن تتحدث عن استهداف تنظيم الدولة وإعلام النظام السوري يتهمها بقتل وخطف مدنيين”

أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن قوات أميركية نفذت “عملية إنزال جوي” واسعة فجر أمس الاثنين في بلدة البصيرة بريف دير الزور شرق سوريا وقتلت و”اختطفت” عددا من المدنيين، في حين أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تنفيذ عملية بالمنطقة أسفرت عن مقتل 4 من عناصر تنظيم الدولة دون اعتقالات.

وأوضحت الوكالة السورية أن العملية الأميركية في البصيرة ومحيطها تمت بمساندة من مسلحي قوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وأشارت إلى أن الهجوم رافقه إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل والأراضي الزراعية، مما أسفر عن مقتل 3 مدنيين من عائلة واحدة وفق الوكالة التابعة للنظام السوري.

ولفتت الوكالة التابعة للنظام السوري إلى أن القوات الأميركية “خطفت خلال مداهمتها البلدة عدداً من الأهالي واقتادتهم إلى جهة مجهولة”.

ووفق الوكالة، نفذت قوة مشاة أميركية في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري إنزالاً جوياً في بلدة الشحيل بريف دير الزور بمساندة مجموعة من مسلحي قوات سوري الديمقراطية “وخطفت عددا من المدنيين وأقدمت بعد ذلك على تدمير المنازل التي داهمتها”.

في المقابل، نفت واشنطن وقوع أي اعتقالات في عملية نفذها التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم الدولة وبالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية في البصيرة، وأشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى مقتل 4 من تنظيم الدولة في العملية بينهم شخص كان يرتدي سترة ناسفة.

ولفت البنتاغون أيضا إلى عملية منفصلة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية منفردة، لكنها لم تذكر ما إذا كانت الجماعة قد اعتقلت أحدا.

تفاصيل العملية

كما ذكرت قوات سوريا الديموقراطية أنها نفذت بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية أمنية قرب بلدة البصيرة، استهدفت “خلية خطيرة” لتنظيم الدولية أودت بحياة 5 أشخاص من الخلية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية “تمّت مداهمة مكان تواجد الخلية بمساندة جوية، حيث بادر أفراد الخلية الإرهابية الى إطلاق النار… وردّت قواتنا على مصادر إطلاق النيران، الأمر الذي أدى إلى مقتل 5 من أفراد الخلية”، مشيرة إلى أن “معظمهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة”.

بدوره، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 4 أشخاص في المداهمة التي تخلّلها تبادل لإطلاق النار، هم رجل وابناه إضافة الى صهره الذي يرجح أن يكون المطلوب الرئيسي في العملية. وأشار إلى أن اثنين منهم قتلا في طلقات رشاشات من مروحيات.

كما اعتقلت قوات سوريا الديموقراطية -وفق المرصد السوري- تجار سلاح وآخرين مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة.

وفي مارس/آذار عام 2019، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية القضاء على تنظيم الدولة بعد انتهاء آخر المعارك ضده في قرية الباغوز الحدودية مع العراق.

ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم بشكل رئيسي إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ريف دير الزور.

وقد أطلقت قوات سوريا الديموقراطية بالتعاون مع التحالف حملة أمنية لملاحقة العناصر المتوارين في مناطق سيطرتها. وباتت تشن دوريا بدعم من التحالف، خصوصاً في محافظة دير الزور، حملات دهم واعتقال لعناصر يُشتبه بانتمائهم إلى التنظيم.

يشار إلى أن محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق تعتبر طريق إمداد استراتيجي لفصائل مسلحة مدعومة من إيران، ترسل تعزيزات إلى سوريا على نحو منتظم لدعم نظام بشار الأسد.

كما تنتشر قوات أميركية بقاعدة عسكرية للتحالف في منطقة التنف جنوبي دير الزور، في إطار مهمة قتالية ضد تنظيم الدولة الذي لا يزال ينشط على مستوى محدود في العراق وسوريا.

المصدر : وكالات الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *