البادية 24 | أخبار ومتابعات 

قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى أمس الأربعاء إنه يجب على العالم أن يظل يقظاً بشأن التهديد المستمر الذي يشكله “تنظيم الدولة” في جميع أنحاء العالم – وخاصة في أفريقيا – في تذكير بحرب لم تنتهِ بعد على الرغم من الانشغال الساحق بالصراع في أوكرانيا.

وقالت “فيكتوريا نولاند“، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، إن التهديد من تنظيم الدولة مرتفع بشكل خاص في القارة الأفريقية، التي قالت إنها شهدت ما يقرب من 500 حادث إرهابي في عام 2021 مما أدى إلى مقتل أكثر من 2900 شخص.

وقالت “في الوقت الذي نمنع فيه عودة ظهور تنظيم الدولة (داعش) في العراق وسوريا، نحتاج إلى أن نظل يقظين للتهديد المستمر الذي يشكله في أماكن أخرى من العالم، خاصة هنا في القارة الأفريقية”.

تحدثت نولاند في الجلسة الافتتاحية في مدينة مراكش المغربية عن التجمع السنوي لأعضاء التحالف العالمي ضد تنظيم الدولة. وهي تشارك في رئاسة اجتماع هذا العام للكتلة البالغة من العمر 8 سنوات والتي تضم 83 عضواً مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة. يهدف التجمع إلى إعادة تأكيد تصميم الحضور المشترك على مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة.

وحلت نولاند، ثالث أعلى دبلوماسي أمريكي، محل وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا.

ويسيطر التنظيم في أوج قوته على أكثر من 40,000 ميل مربع (103,600 كيلومتر مربع) تمتد من سوريا إلى العراق ويحكم أكثر من 8 ملايين شخص. وفقد آخر رقعة من أراضيه في شرق سوريا خلال آذار 2019 بعد حرب دولية استمرت لسنوات ضد التنظيم.

جندي بلجيكي يدرّب جنوداً نيجيريين في السنغال (رويترز)

 ومنذ ذلك الوقت، ذهب التنظيم إلى حد كبير بين الكهوف وتحت الأرض وشن هجمات منخفضة المستوى، بما في ذلك التفجيرات على جانب الطريق والاغتيالات وهجمات الكر والفر التي تستهدف في الغالب قوات الأمن في العراق وسوريا.

وفي الأشهر الأخيرة، استغل التنظيم الانهيار الاقتصادي وانعدام الحكم وتزايد التوترات العرقية في المنطقة الفقيرة لعكس المكاسب التي حققها التنظيم. وشملت هجماته في المنطقة هجوماً كبيراً في وقت سابق من هذا العام للاستيلاء على سجن الصناعة في حي غويران بالحسكة في شمال شرق سوريا يضم ما لا يقل عن 3000 معتقل من تنظيم الدولة. وفي أفغانستان، صعد متشددو تنظيم الدولة هجماتهم على حكام البلاد الجدد وطالبان والأقليات الدينية والعرقية.

وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن عدة هجمات داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة، وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم الدولة في مصر يوم الأحد عن هجوم استهدف محطة لضخ المياه شرق قناة السويس، مما أسفر عن مقتل 11 جندياً على الأقل.

وقال بوريطة:” ما زلنا واضحين بشأن حالة تهديد (داعش)، الذي لم يتضاءل “، محذراً من أن أفريقيا أصبحت الهدف الرئيسي للتنظيم، حيث تعاني من 41 ٪ من جميع هجمات تنظيم الدولة في جميع أنحاء العالم.

ولا يزال المتشددون الذين يعلنون الولاء لتنظيم الدولة نشطين في مالي والنيجر وبوركينا فاسو حيث ألقي باللوم عليهم في عشرات الهجمات على القرى التي أودت بحياة مئات المدنيين. كما نفذ المتطرفون الإسلاميون في نيجيريا أعمال عنف تحت راية جماعة يسمونها “الدولة الإسلامية” في غرب إفريقيا. وفي الآونة الأخيرة، أعلن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة مسؤوليتهم عن أعمال عنف مميتة استهدفت الجنود الكونغوليين والحانات في شرق البلاد المحاصر.

كما أن المتمردين المتطرفين في موزمبيق متحالفون مع تنظيم الدولة وأعلنوا هذا الأسبوع أنها تعرف باسم مقاطعة “الدولة الإسلامية” في موزمبيق.

يعقد اجتماع هذا العام على خلفية أولويات دولية أخرى مهمة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، وتداعيات جائحة فيروس كورونا وتكثيف مكافحة تغير المناخ.

وذكرت وسائل إعلام مغربية أن نحو 80 دولة ستكون ممثلة في التجمع يوم الاثنين. كما سيناقش المندوبون سبل منع عودة الظهور في العراق وسوريا من خلال تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة والسعي إلى حلول مستدامة لمعتقلي تنظيم الدولة وأفراد أسرهم، فضلاً عن مواجهة شبكات التنظيم في القارة الأفريقية وأماكن أخرى.

وقالت الحكومة المغربية إنها تأمل أن يؤدي الاجتماع إلى زيادة الالتزام والتعاون الدوليين في مكافحة تنظيم الدولة، مع التركيز بشكل خاص على إفريقيا والتهديد الإرهابي المتزايد في الشرق الأوسط ودول أخرى.

وسافر العديد من المغاربة إلى سوريا والعراق وأماكن أخرى للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في السنوات الأخيرة. كما شهد المغرب هجمات متعددة داخلياً. وأسفرت خمس هجمات انتحارية في الدار البيضاء عام 2003 عن مقتل 33 شخصاً. في عام 2011، دمر انفجار مقهى في مراكش، مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً، معظمهم من السياح الأجانب.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *